top of page

الارق

هل تجد صعوبة في النوم ليلا ؟ هل تستيقظ بشكل متكرر خلال اليل؟ هل تعبت من مشكلة الارق وتريد حلول لها ؟

في هذا المقال سنتحدث عن اسباب مشكلة الارق ، مضاعفاتها الصحية ، والحلول التي يمكن ان تساعدك


ما هو الأرق؟

 

الأرق هو اضطراب في النوم يتمثل في صعوبة الدخول في النوم أو الاستمرار فيه أو الاستيقاظ المبكر دون القدرة على العودة للنوم. يعاني المصابون به من شعور دائم بالإرهاق، حتى بعد نومهم. يمكن أن يكون الأرق حالة قصيرة الأجل (حاد) أو طويلة الأمد (مزمن).


ما هي اسباب الارق ؟

من المهم ان تعرف اسباب مشكلة الارق لديك حتى تستطيع التعامل معها وحلها مما سيساعدك على حل المشكلة.


1.الأسباب النفسية للأرق

 

تعد العوامل النفسية من أبرز الأسباب المؤدية للأرق. القلق المستمر والمشاعر السلبية الناتجة عن الضغوط الحياتية يمكن أن تجعل من الصعب الاسترخاء والنوم. الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مثل الاكتئاب أو التوتر الزائد يكونون أكثر عرضة لتطور الأرق. أيضًا، الصدمات النفسية أو التجارب العاطفية المؤلمة قد تثير مشاعر القلق والخوف، مما يؤثر على النوم بشكل مباشر. بشكل عام، تؤثر الأفكار السلبية والقلق على قدرة الجسم على الدخول في حالة من الراحة الكافية للنوم.


2.العادات اليومية الخاطئة

 

تلعب العادات اليومية دورًا كبيرًا في تدهور جودة النوم. من أبرز هذه العادات هي تغيير مواعيد النوم بشكل غير منتظم، مما يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية. تناول الكافيين أو النيكوتين قبل النوم يمكن أن يمنع الجسم من الاسترخاء بشكل كافٍ. بالإضافة إلى ذلك، استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية أو الكمبيوتر قبل النوم قد يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين، مما يؤدي إلى صعوبة النوم. كما أن البيئة غير المريحة مثل غرفة مليئة بالضوء أو الضوضاء قد تكون عاملاً مؤثرًا آخر على جودة النوم


3. الأسباب الصحية

 هناك العديد من الاسباب الصحية التي فد تكون السبب في حدوث الارق لديك ومنها : اضطرابات الجهاز التنفسي مثل التوقف المؤقت للتنفس أثناء النوم (انقطاع التنفس النومي) يمكن أن تؤدي إلى استيقاظ متكرر أثناء الليل والارهاق المزمن خلال اليوم . الأمراض الأخرى مثل الارتجاع المريئي، واضطرابات الغدة الدرقية تؤثر جميعها على النوم بشكل كبير. كما أن بعض الأدوية مثل المنشطات قد تكون سببًا مباشرًا للأرق.


ما هي المضاعفات الصحية للأرق؟

 النوم يلعب دورا في اداء معظم وظائف الجسم ، نقصانه قد يؤدي الى مشاكل عديدة مثل:

        1.        الإرهاق المزمن وضعف الأداء اليومي.

        2.        ضعف التركيز والذاكرة.

        3.        زيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية:

        •        أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.

        •        مرض السكري.

        •        ضعف الجهاز المناعي.

        4.       تفاقم أعراض الاكتئاب والقلق.

        5.    زيادة خطر الحوادث بسبب التعب


ما هي الحلول ؟

 هناك العديد من الحلول التي يمكن أن تساعد في التغلب على الأرق وتحسين نوعية النوم. إليك بعض الحلول الفعّالة التي يمكن اتباعها:

 

1. تحسين العادات اليومية والنوم المنتظم

 

من أهم الحلول لمشكلة الأرق هو تحديد مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. هذا يساعد على ضبط الساعة البيولوجية للجسم، مما يسهل الدخول في النوم بشكل طبيعي. تجنب القيلولة الطويلة خلال النهار قد يساعد أيضًا، خاصة إذا كنت تعاني من الأرق في الليل.

 

2. إعداد بيئة نوم مثالية

 

        •        الضوء والضوضاء: تأكد من أن الغرفة مظلمة وهادئة، حيث يمكن أن تساعد الإضاءة المنخفضة على زيادة إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يساعد في تنظيم النوم. استخدام ستائر معتمة أو سدادات الأذن قد يكون مفيدًا.

        •        درجة الحرارة: الحفاظ على درجة حرارة الغرفة بين 16 و18 درجة مئوية يعد الأمثل للنوم.

        •        الراحة الجسدية: تأكد من أن سريرك مريح، واستخدم وسادة ومراتب تدعم وضعية نومك بشكل جيد.

 

3. ممارسة تقنيات الاسترخاء

 

        •        التأمل: يساعد التأمل المنتظم في تقليل مستويات القلق والتوتر، مما يسهم في الاسترخاء العقلي والجسدي. يمكن ممارسة التأمل لمدة 10-15 دقيقة قبل النوم.

        •        تمارين التنفس العميق: يساعد التنفس العميق على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل القلق. يمكن تجربة تقنية التنفس 4-7-8 (أربعة عدات للاستنشاق، سبع عدات للانتظار، وثماني عدات للزفير) لتهدئة العقل.

        •        اليوغا: تمارين اليوغا المريحة قبل النوم يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر وتحسين نوعية النوم.

 

4. تجنب المحفزات قبل النوم

 

        •        الكافيين والنيكوتين: تجنب شرب الكافيين أو تناول الأطعمة الغنية بالكافيين (مثل القهوة أو الشوكولاتة) قبل النوم بعدة ساعات.

        •        الوجبات الثقيلة: تناول الوجبات الدسمة أو الحارة قبل النوم قد يؤدي إلى عسر الهضم ويؤثر على النوم. يفضل تناول وجبة خفيفة إذا كنت تشعر بالجوع.

        •        التكنولوجيا: تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف أو الكمبيوتر قبل النوم بنصف ساعة على الأقل. الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمكن أن يعيق إفراز الميلاتونين ويعطل النوم.

 

5. العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I)

 

العلاج السلوكي المعرفي للأرق هو العلاج الأكثر فاعلية في حالات الأرق المزمن. يعتمد على تعديل الأفكار والعادات المرتبطة بالنوم. يساعد هذا العلاج في تغيير المعتقدات السلبية المتعلقة بالنوم، مثل الخوف من عدم القدرة على النوم، وكذلك تحسين العادات التي تعزز من جودة النوم.

 

6. التمارين البدنية

 

ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تساعد في تحسين النوم، خاصة إذا كانت التمارين تتم في الصباح أو في وقت مبكر من اليوم. ولكن تجنب ممارسة التمارين الشاقة قبل النوم مباشرة، حيث يمكن أن تكون محفزة جدًا.

 

7. الأدوية والعلاجات الطبية

 

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية المنومة أو المهدئات لفترة قصيرة لمعالجة الأرق، خاصة إذا كان الأرق ناتجًا عن اضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو القلق. ينبغي أن تكون هذه الأدوية تحت إشراف طبي لتجنب الاعتماد عليها أو الآثار الجانبية.

 

8. العلاج الطبيعي

 

بعض الأشخاص يجدون فائدة في استخدام المكملات الطبيعية مثل الميلاتونين أو مستخلصات الأعشاب (مثل اللافندر أو البابونج) التي يمكن أن تساعد في استرخاء الجسم والعقل قبل النوم.


9.الشاي والأعشاب المهدئة:

 

الشاي والأعشاب المهدئة هي من العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتحسين النوم. تتوفر العديد من الأعشاب التي تتمتع بخصائص مهدئة للأنظمة العصبية، مما يجعلها مثالية لمن يعانون من الأرق أو القلق.

        1.        شاي البابونج:

يعتبر من أشهر الأعشاب المهدئة بفضل خصائصه التي تساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر. البابونج يحتوي على مركبات مثل أبجينين، التي ترتبط بمستقبلات معينة في الدماغ تساعد على تخفيف التوتر وتحفيز النوم. يمكن تناوله قبل النوم للمساعدة على الاسترخاء.

        2.        شاي اللافندر:

اللافندر معروف بقدرته على تحسين جودة النوم وتخفيف القلق. يحتوي زيت اللافندر على مركبات يمكن أن تساعد في تهدئة الجهاز العصبي. الشاي المصنوع من اللافندر يمكن أن يكون علاجًا طبيعيًا فعالًا للأرق والتوتر.

        3.        شاي النعناع:

النعناع له تأثير مهدئ على المعدة والجهاز العصبي. يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر والقلق، ويُعتبر شاي النعناع من الخيارات الجيدة لتحسين النوم.

        4.        شاي الزعتر:

الزعتر لا يقتصر استخدامه على الطهي فقط، بل يستخدم أيضًا في الطب التقليدي كعلاج للقلق والأرق. له تأثير مهدئ ويعزز الاسترخاء.

        5.        شاي المليسة (الليمون بالمر):

المليسة، التي تُعرف أيضًا باسم الليمون بالمر، تُعتبر واحدة من الأعشاب المهدئة الفعالة. تساعد في تقليل التوتر وتعزيز النوم العميق. يمكن تناول الشاي المصنوع منها قبل النوم لتحفيز الاسترخاء.


  1. الزيوت العطرية مثل زيت الافندر :

    يعتبر زيت اللافندر أحد أفضل الزيوت العطرية التي تساعد في تحسين نوعية النوم. يمكن استخدامه في diffuser (جهاز توزيع الروائح) أو إضافته إلى وسادة النوم، حيث يُساعد على تهدئة الأعصاب وتحفيز الاسترخاء، مما يساعد في التغلب على الأرق.


  1. تناول مكملات المغنيسيوم :

    المغنيسيوم يساعد على تعزيز إنتاج الميلاتونين، الهرمون الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ في الجسم. من خلال تحسين مستويات الميلاتونين، يمكن للمغنيسيوم أن يسهم في جعل النوم أكثر انتظامًا وعميقًا. أي نوع تختار من مكملات المغنيسيوم ؟

    مغنيسيوم الجليسينات (Magnesium Glycinate): يعد من أكثر الأنواع شهرة لتحسين النوم لأنه يحتوي على جليسين، وهو حمض أميني له تأثير مهدئ على الدماغ. يساعد هذا النوع على تقليل القلق وتعزيز الاسترخاء، مما يجعله خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من الأرق أو القلق


متى تقوم بزيارة طبيب مختص ؟ وماذا يجب ان تتوقع؟

زيارة الطبيب المختص هي خطوة هامة إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة ولم تُحسن مع العلاجات الذاتية أو تغييرات نمط الحياة الشروح سابقا او كان معها اعراض اخرى تشير الى وجود مشاكل صحية او عضوية وراء الارق، فهنا يجب استشارة الطبيب المختص.

 

 

ماذا يتوقع الشخص أثناء زيارة الطبيب المختص؟

 

عند زيارة الطبيب المختص في الطب النفسي أو اضطرابات النوم، يمكن أن يتوقع الشخص ما يلي:

        1.        التاريخ الطبي:

سيبدأ الطبيب بسؤال الشخص عن تاريخه الطبي والعائلي، بما في ذلك الأعراض التي يعاني منها، مدة الأعراض، وكيف تؤثر على حياته اليومية.

        2.        التقييم النفسي:

قد يتم استخدام اختبارات نفسية أو استبيانات لتقييم مستوى القلق، الاكتئاب، أو أي حالات أخرى. يمكن أن تشمل هذه الاستبيانات أسئلة حول المزاج، مستوى الطاقة، والنوم.

        3.        التشخيص:

بناءً على الأعراض والتقييمات، قد يقدم الطبيب تشخيصًا لحالة معينة مثل الأرق المزمن أو اضطراب القلق العام أو الاكتئاب، وذلك لتحديد العلاج الأمثل.

        4.        العلاج:

قد يشمل العلاج جلسات علاج نفسي (مثل العلاج السلوكي المعرفي)، أو يوصي الطبيب بأدوية مهدئة او ادوية منومة مثل الميلاتونين أو ادوية مضادة للاكتئاب إذا كانت الحالة تستدعي ذلك. من الممكن أيضًا أن يُنصح بتغييرات في نمط الحياة مثل تحسين النوم أو تقنيات الاسترخاء.

        5.        المتابعة:

الطبيب قد يحدد مواعيد متابعة للتأكد من تقدم العلاج وضبطه حسب الحاجة.

 

في النهاية، الزيارة للطبيب المختص هي خطوة مهمة للحصول على العلاج المناسب ودعم الشخص في التغلب على الأعراض النفسية أو الصحية التي يعاني منها.



هل يمكنني استخدام الميلاتونين دون وصفة طبية وما هي مخاطره ؟

 

نعم، يمكن استخدام الميلاتونين دون وصفة طبية في العديد من البلدان، حيث يُعتبر مكملًا غذائيًا، وليس دواءً محصورًا بوصفة طبية. يُستخدم الميلاتونين بشكل شائع للمساعدة في تنظيم النوم وعلاج اضطرابات النوم مثل الأرق و الاضطراب في مواعيد النوم بسبب تغييرات التوقيت أو السفر بين المناطق الزمنية (اضطراب الرحلات الجوية الطويلة). يُفرز الميلاتونين بشكل طبيعي في الجسم بواسطة الغدة الصنوبرية في الدماغ ويُعتبر بمثابة إشارة إلى الجسم ليتهيأ للنوم.

 

المخاطر المحتملة لاستخدام الميلاتونين:

        1.        التأثيرات الجانبية:

        •        النعاس أثناء النهار: يمكن أن يشعر الشخص بالنعاس أو الإرهاق خلال النهار إذا تناول جرعة عالية أو تناوله في وقت غير مناسب.

        •        الصداع.

        •        الدوخة أو الشعور بالدوار.

        •        اضطرابات هضمية مثل الغثيان أو التقيؤ.

        •        تغيرات في المزاج أو القلق، خاصة إذا تم تناول الميلاتونين لفترات طويلة.


        2.        التأثير على الهرمونات:

قد يؤثر الميلاتونين على مستويات الهرمونات الأخرى في الجسم. على سبيل المثال، قد يؤثر على الدورة الشهرية لدى النساء


        3.        التفاعلات مع الأدوية الأخرى:

يمكن أن يتفاعل الميلاتونين مع بعض الأدوية مثل أدوية مضادة للاكتئاب، أدوية الضغط، أو أدوية المناعة. لذا يجب استشارة الطبيب إذا كنت تتناول أدوية أخرى.


        4.        التأثير على الأشخاص ذوي الحالات الصحية:

الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية أو أمراض هرمونية مثل داء السكري يجب عليهم استشارة الطبيب قبل استخدام الميلاتونين.

 

استخدامه بشكل آمن:

 

        •        يُفضل أن تبدأ الجرعة المنخفضة (عادة 0.5 إلى 1 ملغ) وتزيدها إذا لزم الأمر تحت إشراف الطبيب.

        •        تجنب تناول الميلاتونين مع أدوية أو مكملات أخرى قد تؤثر على النوم أو الهرمونات.

 

في النهاية، بينما يعتبر الميلاتونين آمنًا بشكل عام لمعظم الناس عند استخدامه بشكل معتدل ولفترات قصيرةر (من أسبوع إلى بضعة أسابيع)، من الأفضل دائمًا استشارة الطبيب قبل بدء استخدامه، خاصة إذا كنت تعاني من حالات صحية معينة أو تتناول أدوية أخرى.

        •        عند استخدامه لفترات طويلة (أكثر من 3-4 أشهر)، قد يكون من الأفضل استشارة الطبيب لتقييم الحاجة المستمرة لاستخدامه


اذا كان لديك اي اسئلة عن موضوع الارق ، يمكنك كتابتها بالتعليقات .


اتمنى ان يكون المقال مفيدا لك

د. أمان


19 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page