top of page

الذكريات الارتجاعية flashbacks

Updated: Sep 26, 2024


هل تعاني من عودة بعض ذكريات الماضي بطريقة مفاجئة وغير متوقعة

هل هذه الذكريات تكون واضحة جدا وكانك تعيشها بتفاصيلها مرة اخرى

ما هي الذكريات الارتجاعية وما هي اسبابها وكيف تتخلص منها


الذكريات الارتجاعية (Flashbacks) هي ظاهرة نفسية تتمثل في استرجاع ذكريات مؤلمة أو مزعجة من الماضي بشكل غير إرادي وكأن الشخص يعيش التجربة مرة أخرى في الوقت الحاضر. تعتبر هذه الظاهرة من الأعراض الشائعة في اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD) والعديد من الحالات النفسية الأخرى. لفهم أعمق لهذه الظاهرة، من المهم التعمق في أسبابها، آلياتها النفسية، وأفضل طرق التعامل معها.


الأعراض:

  1. استرجاع مشاهد الماضي بشكل حاد: يعيش الشخص التجربة الصادمة مرة أخرى وكأنها تحدث في الوقت الحالي.

  2. ردود فعل جسدية: تسارع ضربات القلب، التعرق، ضيق التنفس، وشعور بالخوف الشديد.

  3. تشويش في الوعي: صعوبة في التفريق بين الواقع والذكرى.

  4. القلق والانزعاج العام: شعور بالتوتر الشديد والهلع عند تذكر التجربة.

  5. تجنب المواقف أو الأشخاص المرتبطة بالصدمة: سلوك تجنبي لتفادي أي محفزات قد تؤدي إلى حدوث الذكريات الارتجاعية.



ما هو التحليل النفسي والاسباب للمشكلة


تحدث الذكريات الارتجاعية نتيجة اضطراب في عملية تخزين ومعالجة الذكريات في الدماغ. من منظور التحليل النفسي، قد تكون هذه الذكريات محاولة غير واعية لاستعادة أو معالجة تجربة صادمة لم تتم معالجتها بشكل كامل وصحيح بالماضي أو بسبب قمع مشاعر معينة مرتبطة بالصدمة.

من وجهة نظر علم الأعصاب، يُعتقد أن الذكريات المؤلمة تُخزن بطريقة مختلفة عن الذكريات العادية. يكون للوزة الدماغية (Amygdala) دور كبير بهذه الاستجابة حيث انها مسؤولة عن معالجة العواطف والذكريات وتنظيم الاستجابة العاطفية وعند التعرض لاي محفز لتلك الذكريات السابقة يتم تنشيط ال amygdala بطريقة مبالغة مما يجعل الشخص يعيش التجربة السابقة كما لو كانت تحدث الان


ما هي الأسباب:

.1. الصدمة النفسية (Trauma): التعرض لأحداث مؤلمة أو مروعة مثل الحروب، الحوادث الخطيرة، الاعتداءات، أو الكوارث الطبيعية يمكن أن يترك آثارًا طويلة الأمد على الذاكرة والعواطف، مما يؤدي إلى حدوث Flashbacks، خاصة في حالة اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

2. التعرض لمحفزات معينة: يمكن أن تثير بعض المحفزات الحسية (أصوات، روائح، أماكن، صور، أو مواقف مشابهة) ذكريات حدث صادم. هذه المحفزات تذكّر الشخص بالحدث الأصلي، مما يؤدي إلى استرجاع الذكريات بشكل حي ومفصل.

3.الضغط النفسي أو الإجهاد: عندما يكون الشخص تحت ضغط شديد أو يعاني من القلق، يمكن أن يكون أكثر عرضة لاسترجاع ذكريات قديمة بشكل Flashbacks، خاصة إذا كان هذا الضغط يشبه الظروف التي مر بها خلال الحدث الأصلي.

4. اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): هو أحد الأسباب الرئيسية للـFlashbacks. في هذا الاضطراب، يصبح الشخص غير قادر على التحكم في الذكريات المرتبطة بالصدمة، وتحدث هذه الذكريات بشكل عشوائي وغير متوقع.

5.الاستخدام المفرط لبعض المواد: بعض الأدوية أو المخدرات يمكن أن تحفز الذكريات المرتدة. المخدرات المهلوسة، على سبيل المثال، قد تؤدي إلى استرجاع ذكريات قديمة أو مشاعر مرتبطة بأحداث معينة.

6.الاضطرابات النفسية الأخرى: مثل الاكتئاب الشديد، أو القلق، أو الاضطراب ثنائي القطب، حيث قد يكون الشخص أكثر عرضة لحدوث Flashbacks كجزء من استجابات عاطفية غير مستقرة


الحلول:

 

حل مشكلة الـFlashbacks يتطلب التعامل معها من عدة جوانب نفسية وسلوكية وحتى علاجية. هنا بعض الأساليب والطرق التي يمكن أن تساعد في التحكم بالـFlashbacks وتقليل تأثيرها:

 

1. العلاج النفسي:

 

•  العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد الشخص في تغيير الأنماط الفكرية السلبية والحد من تأثير الذكريات الصادمة وكيف يتعامل معها بطريقة صحيحة

• العلاج بالتعرض (Exposure Therapy): يعرض المريض تدريجيًا لمشاعر وذكريات الحدث الصادم في بيئة آمنة ومسيطر عليها، مما يساعد في تقليل الحساسية للمحفزات التي تثير الـFlashbacks.

• العلاج السردي (Narrative Therapy): يساعد الشخص في إعادة سرد الأحداث الصادمة بشكل يسمح بإعادة تفسيرها وفهمها من منظور مختلف، مما يقلل من تأثيرها العاطفي.

 

2. تقنيات الاسترخاء والتأمل:

 

•  التنفس العميق: يمكن لتقنيات التنفس العميق أن تساعد في تهدئة الجسم عندما يبدأ الشخص بالشعور بأعراض الـFlashback.

•  التأمل واليقظة الذهنية (Mindfulness): يساعد التركيز على اللحظة الحالية في تقليل استجابة الجسم والمشاعر للذكريات المرتدة.

•  استراتيجيات التاريض (Grounding Techniques): تشمل هذه الاستراتيجيات العودة إلى اللحظة الحالية باستخدام الحواس، مثل ملامسة شيء ملموس أو التركيز على المحيط الفعلي لتذكير العقل بالحاضر بدلاً من الغوص في الذكرى الصادمة.

 

3. الدعم الاجتماعي:

 

• التحدث إلى شخص موثوق به: يمكن أن يساعد التحدث مع شخص داعم، سواء كان صديقًا أو فردًا من العائلة، في التعامل مع الـFlashbacks وفهمها بشكل أفضل.

• المشاركة في مجموعات الدعم : الانضمام إلى مجموعات دعم للأشخاص الذين يمرون بتجارب مشابهة يمكن أن يوفر بيئة آمنة لمشاركة التجارب واكتساب طرق جديدة للتعامل.

 

4. تجنب المحفزات:

 

•  لتعرف على المحفزات: من المهم تحديد الأشياء التي تثير الذكريات المرتدة مثل الأصوات، الروائح، أو الأماكن التي ترتبط بالحدث الصادم. بمجرد تحديدها، يمكن للشخص أن يعمل على تجنبها أو التعامل معها بشكل أفضل.

• وضع استراتيجيات للتعامل مع المحفزات: تطوير طرق للتحكم في الاستجابات للمحفزات يمكن أن يساعد الشخص على التفاعل معها بشكل أكثر هدوءًا.

 

5 تدوين المشاعر والأفكار:

 

•  الكتابة العلاجية: يمكن أن تكون الكتابة عن التجارب العاطفية وسيلة فعالة لفهم المشاعر المرتبطة بالـFlashbacks وإعادة تقييمها.

•  إعادة تقييم الذكريات: كتابة الذكريات والمشاعر ثم محاولة إعادة تقييمها من منظور آخر يمكن أن يساعد في تقليل تأثيرها السلبي.

 

6. الاعتناء بالصحة العامة:

 

• ممارسة الرياضة: النشاط البدني يساعد على تقليل مستويات التوتر وتحسين الحالة المزاجية بشكل عام.

• النوم الكافي: الحرمان من النوم يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث Flashbacks، لذا من الضروري الاعتناء بجودة النوم.

• التغذية الجيدة: الحفاظ على نظام غذائي صحي يمكن أن يؤثر إيجابياً على الصحة النفسية والجسدية.


 7. العلاج الدوائي واستشارة طبيب


متى يجب زيارة الطبيب النفسي؟ إذا كانت الذكريات الارتجاعية تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد اليومية أو إذا استمرت لفترات طويلة وتسببت في تعطيل قدرته على العمل أو التفاعل الاجتماعي، فإن زيارة الطبيب النفسي تصبح ضرورية. كما يجب السعي للعلاج في حالة حدوث أعراض مرافقة مثل الاكتئاب الشديد، الأفكار الانتحارية، أو القلق المزمن.

قد ينصحك الطبيب باستخدام بعض العلاجات الدوائة التي تعمل على تحسن المزاج والتخفيف من حدة الذكريات الارتجاعية وتكرار حدوثها


اتمنى ان يكون المقال مفيدا لك


Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
  • Instagram
  • Facebook
  • YouTube

تابعني على مواقع التواصل الاجتماعي لفائدة اكبر 

bottom of page