هل تشعر بالقلق من المواقف الاجتماعية التي تتطلب التواصل مع الاخرين ؟ هل الحديث مع الاخرين يعتبر مهمة صعبة لك ؟
الرهاب الاجتماعي، أو ما يُعرف باضطراب القلق الاجتماعي، هو نوع من الاضطرابات النفسية التي يشعر فيها الشخص بخوف غير مبرر وشديد من التفاعل مع الآخرين أو القيام بنشاطات اجتماعية أمامهم. هذه الحالة قد تؤثر بشكل كبير على حياة الشخص اليومية، سواء في العمل أو الدراسة أو حتى في العلاقات الشخصية، وقد تمنعه من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو تحقيق الأهداف المهنية.
ما هي أعراض الرهاب الاجتماعي:
تتراوح أعراض الرهاب الاجتماعي بين الجسدية والنفسية، وتظهر عادة عند التفكير في التفاعل الاجتماعي أو أثناءه. ومن أبرز هذه الأعراض:
1. الأعراض الجسدية:
• زيادة معدل ضربات القلب.
• التعرق المفرط.
• ارتجاف الأطراف أو الصوت.
• ضيق في التنفس أو الشعور بالاختناق.
• الشعور بالغثيان أو آلام في المعدة.
• الدوخة أو الشعور بالدوار.
• احمرار الوجه أو التلعثم.
2. الأعراض النفسية:
• الخوف الشديد من التعرض للإحراج أو النقد.
• القلق المفرط قبل المواقف الاجتماعية بفترة طويلة.
• تجنب اللقاءات الاجتماعية أو الأحاديث العامة.
• الشعور بأن الجميع يراقب الشخص ويحكم عليه.
• الانشغال المفرط بالتفكير في الأخطاء أو الأمور السلبية بعد التفاعل الاجتماعي.
3. الأعراض السلوكية:
• تجنب الأنشطة التي تتطلب التعامل مع الآخرين.
• الميل إلى العزلة أو البقاء في المنزل لتجنب المواقف المحرجة.
• الاعتماد على الآخرين بشكل مفرط للتحدث أو التصرف نيابةً عنهم.
ما هي أسباب الرهاب الاجتماعي:
الرهاب الاجتماعي ينشأ من تفاعل مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والنفسية. ومن أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تطور هذا الاضطراب:
1. العوامل الوراثية:
• قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي تاريخ عائلي مع اضطرابات القلق، مما يشير إلى أن هناك دورًا جينيًا في ظهور هذا الاضطراب.
2. التجارب السلبية في الطفولة:
• يمكن أن تلعب التجارب السلبية، مثل التعرض للتنمر أو الانتقاد المتكرر، دورًا كبيرًا في تطور الرهاب الاجتماعي. الأشخاص الذين تعرضوا للإهانة أو السخرية في مرحلة مبكرة من حياتهم قد يكونون أكثر عرضة لهذا الاضطراب.
3. العوامل البيئية:
• التنشئة في بيئة قاسية أو مفرطة في الانتقاد قد تزيد من احتمالية الإصابة بالرهاب الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، النمو في بيئة تفتقر إلى الدعم الاجتماعي يمكن أن يجعل الشخص أكثر عرضة للقلق في المواقف الاجتماعية.
4. العوامل النفسية:
• الأشخاص الذين يعانون من انخفاض تقدير الذات أو الشعور بعدم الكفاءة في المواقف الاجتماعية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالرهاب الاجتماعي.
5. العوامل الكيميائية في الدماغ ووجود اضطرابات نفسية اخرى
• يُعتقد أن اختلال توازن بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين، قد يسهم في ظهور القلق الاجتماعي. وفي كثير من الاحيان قد يكون الرهاب الاجتماعي اضطراب مصاحب لاضطراب اخر مثل الاكتئاب، القلق العام، الوسواس القهري او اضطراب ثنائي القطب.
الحلول والعلاج !
تتنوع طرق العلاج للرهاب الاجتماعي وتشمل العلاج النفسي والدوائي، بالإضافة إلى بعض الأساليب المساعدة التي يمكن أن تُحسن من حالة المصاب بشكل كبير.
1. العلاج النفسي:
• العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي واحدًا من أكثر العلاجات فعالية للرهاب الاجتماعي. يساعد الشخص على تحديد وتغيير الأفكار السلبية والمخاوف المرتبطة بالمواقف الاجتماعية. يهدف العلاج أيضًا إلى تعديل السلوكيات التكيفية وتعليم الشخص كيفية التعامل مع القلق والتوتر في المواقف الاجتماعية.
• التعرض التدريجي: في هذا النوع من العلاج، يتم تعريض الشخص تدريجيًا للمواقف التي يخاف منها، مما يساعده على مواجهة خوفه بشكل تدريجي والسيطرة عليه.
2. العلاج الدوائي:
• في بعض الحالات، يمكن أن يُنصح باستخدام الأدوية لعلاج الرهاب الاجتماعي، خصوصًا في الحالات الشديدة او عند وجود اضطرابات اخرى مصاحبة. من بين الأدوية المستخدمة:
• مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): التي تساعد في تقليل القلق الاجتماعي عن طريق تحسين توازن السيروتونين في الدماغ.
• أدوية مضادة للقلق: مثل البنزوديازيبينات التي تُستخدم في الحالات التي يحتاج فيها الشخص إلى تخفيف سريع للقلق، لكن تُستخدم بحذر وتحت اشراف طبيب .
• حاصرات بيتا: يمكن استخدامها لتقليل الأعراض الجسدية مثل تسارع ضربات القلب أو الارتعاش وبتوصية من طبيب.
3. التدريب على المهارات الاجتماعية:
• يُعتبر التدريب على المهارات الاجتماعية جزءًا مهمًا من العلاج، حيث يتعلم الشخص كيفية التفاعل بثقة وفعالية في المواقف الاجتماعية المختلفة. هذا التدريب قد يشمل تمارين على كيفية التحدث أمام الجمهور أو التفاعل مع الغرباء. يمكنك قراءة بعض الكتب مثل ( دع القلق وابدأ الحياة، فن التعامل مع الناس، كيف تكسب الاصدقاء)
4. الدعم الذاتي والمساعدة الذاتية:
• يمكن للأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي اتباع بعض الأساليب الذاتية لتقليل الأعراض، مثل:
• ممارسة تقنيات الاسترخاء: مثل التنفس العميق أو التأمل
• التفكير الإيجابي: تعزيز الأفكار الإيجابية حول الذات والمواقف الاجتماعية.
• التدريب على المواقف الاجتماعية: مثل المشاركة في أنشطة اجتماعية صغيرة لكسر حاجز التواصل.
الرهاب الاجتماعي هو اضطراب نفسي شائع يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص إذا لم يُعالج بشكل صحيح. من خلال التعرف على الأعراض والأسباب المحتملة، يمكن للشخص أن يسعى للحصول على العلاج المناسب وتحسين حياته الاجتماعية والمهنية. العلاج النفسي والدوائي، إلى جانب تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي، يمكن أن يساعد الشخص على تجاوز مخاوفه والعيش حياة أكثر راحة وثقة.
اتمنى ان يكون المقال مفيدا لك
Comments